المدير العام لكهرباء ريف مشق: الكبل لم يكن منخفضاً والأمر مهول إعلامياً
أصيب طالب مدرسة بصعقة كهربائية أدت لحدوث حروق كبيرة في يده وذلك عند مروره بالقرب من كبل كهرباء متوسط التوتر (20) ألف فولط ، بعد خروجه من المدرسة قبل انتهاء الدوام في منطقة الهامة بريف دمشق.
وألقت عائلة الفتى عبد الرحمن ساعاتي ( 12 عام) اللوم على كل من مؤسسة الكهرباء "جراء إهمالها الكبل الخطير الذي انخفض ارتفاعه مشكلا تهديداً لحياة المواطنين المارين من جانبه" والمدرسة "التي أخرجت الطلاب قبل انتهاء الدوام الرسمي".
"لم يأتي ولا مسؤول لزيارته" ..
زارت سيريانيوز عبد الرحمن في مشفى المواساة بدمشق الذي تم إسعافه إليها وإجراءها عدة عمليات ضرورية ليده التي تعرضت لجروح كبيرة، وعند محاولتنا معرفة كيفية التقاط الكهرباء ليده لم يستطع عبد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الرحمن التكلم معنا نظرا لحالته الصحية حيث شرح خاله زيد الحافظ لسيريانيوز ماذا حصل وقال" عند انصراف عبد الرحمن من مدرسته قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة لعدم وجود الأستاذ وتوجهه إلى المنزل مر بالقرب من كبل كهرباء كان مسدلاً وكونه توتر شديد القوة استطاع جذبه لتلقطه الكهرباء مسببة له حالة إغماء، ليتم إسعافه بعدها إلى مشفى المواساة من خلال بعض الشبان الذين تواجدوا بالقرب من مكان الحادث". وتابع "بعد متابعة حالته الصحية من الأطباء في مشفى المواساة أخبرونا أن وضعه بطريقه إلى الاستقرار بإذن الله وذلك بعد طمئنتنا أنه لا تطورات خطيرة حدثت على صحته بالرغم من إصابة كامل ساعده وكتفه بحروق مختلفة الخطورة، وهم بصدد إجراء عدة عمليات ليده".
وأشار الحافظ إلى أنه" لم يأتي أحد من المسؤولين لزيارته والاطمئنان على صحته وذلك في ظل غياب والده المقيم في الخليج، وسنقوم برفع دعوى قضائية كاملة على كل من تسبب بهذه الحادثة لعدم تكرار هذا الإهمال الذي سمح بانخفاض كبل عالي التوتر في منطقة سكنية والذي كان بمقدوره القضاء على حياة عبد الرحمن".
الحروق بين الدرجة الثانية والثالثة
وعن وضع عبد الرحمن الصحي قال الطبيب المختص بالحروق في مشفى المواساة د.هيثم اسماعيل لسيريانيوز" أدخل عبد الرحمن لقسم الحروق في المشفى وذلك بعد مراقبته على مدار 24 ساعة في قسم الداخلية و الاطمئنان على تخطيه مرحلة الخطر قلبيا وداخليا بشكل عام، حيث عادة ما يحصل بعض الاضطرابات الداخلية في جسد المصاب ، وهنا كان دوري كأخصائي حروق ثانوياً والآن كبرت مسؤوليتنا في معاجلة الحروقات في جسده".
وحول خطورة الحروق التي أصابت ساعده قال"تختلف درجة الحروق بين الدرجة الثانية والثالثة، وهو الآن تحت المراقبة التامة حيث من الممكن حصول بعض التحسنات كما من الممكن أن تسوء حالتها أكثر و أكثر".
وتابع اسماعيل" ستجرى لليد بعض العمليات الجراحية وهي عمليات نقوم بها في مثل هذه الحالات خاصة عندو وجود وزمة في اليد لذلك نحدث شقوق إرخاء في اليد حتى نتيح للطرف أن يرتاح, وعند تحسن حالته بشكل عام سوف نجري له بعض عمليات التجميل، بسبب حدوث تشوهات عديدة في اليد".
الحادث تم تهويله إعلامياً
ولمتابعة الموضوع التقت سيريانيوز مع مدير عام شركة كهرباء ريف دمشق محمد زهير الخربطلي لينفي الحديث الذي دار حول انسدال الكبل متوسط التوتر ملقياً اللوم على بعض الصحفيين الذين شاركوا في عملية التهويل الذي تعرض لها الحادث وقال" من خلال متابعتنا للموضوع وجدنا أن الخط الكهربائي الذي اصاب الفتى غير منسدل وارتفاعه عال جدا ولا يستطيع أحد أن يصل له كما أنه لا يمر في منطقة سكنية كما قيل حيث أنه في منطقة جبلية وعرة جداً ولاوجود لأي منزل كما أنه لا يوجد طريق معبد من الأساس".
العثور على خط هاتف في الموقع
وعن كيفية وصول الكهرباء ليد عبد الرحمن أوضح الخربطلي" وجدنا في موقع الحادث خط هاتف أو تلفزيون وعالاغلب كان بيد عبد الرحمن عند هروبه من المدرسة واختياره طريق الجبل حيث من الممكن أنه كان يلعب به بالهواء ودخل ضمن مجال الكبل الكهربائي ليتعرض لصعقة كهربائية قوية".
ولفت إلى " تشكيل لجنة تحقيق خاصة بعملية التهويل والافتراء التي تعرض له الحادث من قبل الصحافة، حيث أن سلامة المواطنين تهمنا ولا يمكن الاستهتار بها، كما أنه لا يمكن وضع خط حراسة على قطر 50 كيلو حول الخطوط الكهربائية نظراً لطبيعة المنطقة الوعرة والصعبة، كما أنها تعتبر منطقة آمنة لعدم مرور الأهالي منها".
أحد المسعفين: كان ارتفاع الكبل حوالي 120 سم
وفي منطقة الهامة حيث تعرض عبد الرحمن للصعقة التي ألحقت أضراراً كبيرة في يده شرح بعض الشبان الذين قاموا بإسعافه وضعه عند إصابته وقال ابو عبد الله لسيريانيوز" سمعنا صراخ عال من قمة التلة ورأينا بعدها شاب يزحف على مؤخرته ورافعا يده ويقول ساعدوني بصوت مرتفع".
وتابع"عندها صعدنا برفقة بعض الرجال ولدى وصولنا أصيب بحالة إغماء فأخذناه مسرعين إلى مشفى المواساة وأجريت له الإسعافات اللازمة".
وعن ارتفاع الكبل الذي صعق عبد الرحمن قال أبو عبدالله" كان الكبل مرتخياً نوعا ما حيث وصل ارتفاعه إلى حوالي 120 سم عن الأرض وعلى حسب قول المصاب أنه مسك الكبل بيده لتصعقه الكهرباء وترميه أرضا".
ولفت أبو عبد الله إلى أن" الطريق فعلا ليس لمرور المواطنين وبالرغم من ذلك فإن العديد من أهالي المنطقة يستخدموه وخاصة طلاب المدارس وذلك لإختصار اللفة الطويلة من حوله والوقت الأقل الذي يستغرقه في حال اتخاذ الجبل للوصول للطرف المقابل".
لمس الكبل يؤدي إلى تفحم الجسد بشكل مباشر
وحول حقيقة انسدال كبل الكهرباء المتوسط التوتر والذي يعد خطراً كبيراً في حال لمسه التقت سيريانيوز مدير قسم كهرباء قدسيا المهندس غانم غانم وقال "لا وجود لأي انسدال للكبل وعند معرفتي بخبر تعرض أحد المواطنين لصعق كهربائي بسبب هبوط أحد الأكبال الكهربائية ذهبنا مسرعين إلى موقع الحادث وكان الكبل يرتفع ثلاثة أمتار على الأقل، ومن الممكن وجود بعض الارتخاء وذلك نتيجة الاحوال الجوية السيئة ولكن ليس لدرجة وصوله إلى الأرض أو إلى ارتفاع قريب منها".
وأكد غانم رواية مدير عام مؤسسة الكهرباء من حيث احتمالية لعب عبد الرحمن بالكبل الذي وجد في الموقع وعن طريقه تم الوصول للكبل وقال" في حالة إمساك كبل متوسط التوتر والبالغ 20 الف فولط فذلك حتماً سيؤدي إلى تفحم الشخص الذي يمسكه، ومن المستحيل أن تقتصر الإصابات على بعض الحروق في اليد، حيث أن 380 فولط قادرة على قتل الإنسان فماذا عن 20 ألف فولط، هذا ما يؤكد صحة عدم وصوله إلى الكبل وأنه تلقى الصعقة الكهربائية عن طريق ناقل وهو على الأغلب الكبل "السلايت" الذي وجدناه في موقع الحادث".
عدم انقطاع المخرج دليل على عدم لمس الكبل
[right]