قال النبي لابليس عند زيارته له : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال
: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على
عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله
تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر
ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته
عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس
نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا
يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة
وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند
خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها
للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم
قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال
بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول
الله ولا صائما ولا مصلياً ، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول
ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً ، وإنما أنت حجة الله
تعالي على خلقه ، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة ، والسعيد من أسعده الله
في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه
فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قدراً مقدوراً